للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسألة نص صريح من الكتاب أو السنة؛ فإن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر عظيم، والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم واحد (١).

ولما أن كان التكفير حكما شرعيا فقد كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يكفرهم، فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضا، ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون، فالكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، فكما لا يجوز للإنسان أن يكذب على من كذب عليه، أو يزني بأهل من زنى بأهله، لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى، فكذلك التكفير حق الله تعالى، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله (٢).

ومن الآثار المترتبة على التكفير والدالة على خطورته: ما ذكره الفقهاء من الأحكام الخاصة بالمرتد مثل: قتله لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس


(١) ينظر الشفا، القاضي عياض ٢٢/ ٥٩٥.
(٢) ينظر الرد على البكري، ابن تيمية الدار العلمية، دلهي الطبعة الثانية ١٤٠٥ هـ، ص: ٢٥٧.