للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمؤمنين نكبة نافق، ولهذا يمكن القول أن أهم أسباب النفاق ما يلي:

أولا: حب الشهوات ومنها:

أ- حب أنفسهم والخوف عليها من القتل أو السبي.

وهذا السبب يبدو واضحا في نفاق من نافق بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكثرة أتباعه، وانتصاره يوم بدر، فحينئذ أصبحت للمسلمين قوة تهاب فظهر النفاق، أما في مكة فلم يكن هناك منافقون لأنهم كانوا يظهرون كفرهم ولا يخشون شيئا فلما قوي الإسلام وأهله خافوا على أنفسهم من القتل أو الطرد أو السبي.

قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (١) {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (٢).

قال قتادة: ذكر لنا أن المنافقين كانوا يظهرون ما في أنفسهم من النفاق فلما أوعدهم الله بهذه الآية أسروا ذلك وكتموه.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) أن المنافقين بعد ظهور الإسلام وذل النفاق وأهله لم يستطيعوا أن يظهروا ما كانوا


(١) سورة الأحزاب الآية ٦٠
(٢) سورة الأحزاب الآية ٦١