للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يظهرونه من الكفر قبل ذلك قبل بدر وبعدها، وقبل أحد وبعدها، فأخفوا النفاق وكتموه فلهذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم (١).

ب- حب الجاه والرياسة والزعامة والخوف من ضياعها.

قد يكون لبعض المنافقين جاه ورياسة يخاف إن أظهر كفره أن يتفرق عنه أتباعه وأعوانه فيخفيه ويظهر الإسلام، كما فعل عبد الله ابن أبي ابن سلول فإنه كان قاب قوسين أو أدنى من الرياسة في قومه، ثم تفاجأ بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سيدا فيها وحاكما لها، فكان هذا ما حمله على النفاق في مبدأ الأمر.

جـ- حب حظوظ الدنيا والطمع في الغنائم:

من المنافقين من يكون سبب نفاقه حب الدنيا والطمع في الغنائم، ولهذا نراهم يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يقاتلون، ومنهم من لا يخرج وإذا رجع رسول الله جاء معتذرا طمعا في عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه عنه. فهم لحبهم للدنيا يؤملون الغنائم وقد ذكر الله سبحانه صفتهم هذه في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (٢).


(١) انظر: مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٠)، (٧/ ٢١٤ و٢١٥) ومختصر منهاج السنة (١/ ٩١).
(٢) سورة التوبة الآية ٤٢