للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كان هذا في غزوة تبوك لما رأى المنافقون شدة الحر وبعد المسافة تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية موبخا لهم، مبينا أن السفر لو كان قريبا سهلا، والغنيمة قريبة المتناول حاضرة، لخرجوا معك أما قولهم لما جاءوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مجرد كذب لأنهم كانوا مستطيعين (١).

«ولما رجع المسلمون من غزوة بني المصطلق (٣)».

وقد سأل المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم السماح لهم بالخروج معه إلى خيبر لما أملوا من الغنائم، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن لهم لأن غنائم خيبر كانت خاصة بمن ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة معتمرا وكان المنافقون حينئذ قد تخلفوا عنه، وقد وعد الله المؤمنين لما


(١) انظر: الطبري (١٠/ ١٤١) المجلد السادس، وابن كثير (٢/ ٣٦١).
(٢) دلائل النبوة للبيهقي (٤/ ٦٠).
(٣) (٢) فقدت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسعى لها الرجال يلتمسونها، فقال رجل من المنافقين كان في رفقة من الأنصار: أين يسعى هؤلاء؟ قال أصحابه: يلتمسون راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلت، فقال المنافق: أفلا يحدثه الله بمكان راحلته؟ فأنكر عليه أصحابه ما قال. وقالوا: قاتلك الله، نافقت فلم خرجت وهذا في نفسك؟ قال: خرجت لأصيب عرضا من الدنيا