للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انصرفوا من الحديبية فتح خيبر، وجعل الله غنائمها لمن شهد الحديبية خاصة عوضا عن غنائم أهل مكة فإنهم انصرفوا على صلح ولم يصيبوا منهم شيئا. فلما رأى المنافقون أن الله وعد رسوله مغانم كثيرة عجلت له منها خيبر طلبوا الخروج قال تعالى: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (١).

فالمخلفون هم الذين تخلفوا عن عمرة الحديبية سيقولون إذا انطلقتم إلى مغانم خيبر ذرونا نخرج معكم، بعد أن تخلفوا وقت محاربة الأعداء ومصابرتهم فأمر الله رسوله ألا يأذن لهم عقابا لهم من جنس ذنبهم.

ومعنى قوله تعالى: {كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} (٢) أي هكذا قال الله لنا أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية (٣).

ثانيا: الفتن والشبهات:

سنة الله في عباده أن يمتحنهم ليعرف الصادق من الكاذب، فإذا جاءت الفتنة كانت سببا في نفاق من كان إيمانه ضعيفا، ومن أمثلة ذلك


(١) سورة الفتح الآية ١٥
(٢) سورة الفتح الآية ١٥
(٣) انظر: تفسير الطبري (٢٦/ ٨٠) المجلد ١٣، والبغوي (٤/ ١٩٢) وابن كثير (٤/ ١٩٠).