للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حادثة تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد كانت اختبارا وابتلاء من الله ومحنة امتحن الله بها الناس، وبعدها ارتد طائفة عن الإيمان قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (١)، ومن هذه الفتن هزيمة المسلمين يوم أحد فإنه لما حصل ذلك ارتد طائفة ونافقوا قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (٣).

قال ابن تيمية: " قوله: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} (٤) ظاهر فيمن أحدث نفاقا، وهو يتناول من لم ينافق من قبل، ومن نافق ثم جدد نفاقا ثانيا) (٥).

ثم ذكر أن الذين انخذلوا يوم أحد مع عبد الله بن أبي رأس المنافقين كانوا ثلاثمائة لم يكونوا قبل ذلك كلهم منافقين (٦).

وهذا حال الناس اليوم، إذا ابتلوا بالمحنة ينقص إيمانهم كثيرا


(١) سورة البقرة الآية ١٤٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٦
(٣) سورة آل عمران الآية ١٦٧
(٤) سورة آل عمران الآية ١٦٧
(٥) مجموع فتاوى ابن تيمية (٧/ ٢٧٩).
(٦) المرجع السابق.