للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- وفي غزوة الأحزاب لما كان المسلمون قلة محاصرين، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرهم بالنصر ويعدهم فتح بلاد فارس والروم، فقال ناس من المنافقين: كان محمد يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا هاهنا حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، قال تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (١) ولا يخفى ما في هذا القول من تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم والشك في نبوته وصدقه، وإذا صدر مثل هذا الكلام ممن يظهر الإسلام، ويمشي بين المسلمين الذين خرجوا لقتال أعدائهم أحدث بلبلة وفتنة بينهم.

وقد سمى الله - سبحانه وتعالى - المنافقين المرجفين في المدينة، قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (٢)، فالذين في قلوبهم مرض: هم أهل النفاق الذين يطلبون النساء فيبتغون الزنا، والمنافقون أصناف فهؤلاء صنف منهم، مرضهم من أمر النساء.


(١) سورة الأحزاب الآية ١٢
(٢) سورة الأحزاب الآية ٦٠