للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والموالاة محرمة بالإجماع، ومن تولى المشركين فهو مشرك. وقد أوجب الله سبحانه معاداة الكفار وأكد إيجابها، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم الشرك (١).

ولما كان قلب المنافق مملوءا بحب الكافرين لم نجد فيه أي محبة المؤمنين إذ كيف يجتمع في قلبه حبهم وحب من يخالفهم في كثير من الأمور قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (٢) {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (٣) فعلم بهذه الآية أن المنافقين هم أشد الناس ولاء للكفار وتشبها بهم.

وشيخ الإسلام ابن تيمية عندما تحدث عن الرافضة وأنهم أكثر الطوائف نفاقا ذكر أن كثيرا منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين. ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم، ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين،


(١) بيان النجاة والفكاك لحمد بن عتيق ص (٢٥٧ و ٢٦٠).
(٢) سورة النساء الآية ١٣٨
(٣) سورة النساء الآية ١٣٩