للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويشاركونهم الحرب في الباطن ضد المسلمين، ويذكرونهم أنهم إذا جاءت الحرب تركوا القتال فلم يخرجوا مع المسلمين، أو انسحبوا قبل بدء القتال، وأنهم إن خرجوا مع الجند أبقوا علاقتهم وثيقة وطيدة مع الكفار حيث تدوم بينهم المراسلات يخبرونهم فيها بحال المسلمين، وقد ذكر الكلبي أن قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (١)، نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية.

وقد ذكر الله هذه الصفة عنهم أيضا في قوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} (٢)، يصف الله المنافقين الذين ينتظرون بالمسلمين الدوائر فإن كان للمسلمين نصر وغنيمة قالوا: ألم نكن على دينكم فاجعلوا لنا نصيبا من الغنيمة، وإن كان


(١) سورة آل عمران الآية ٢٨
(٢) سورة النساء الآية ١٤١