للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجود لا إثبات تكييف وتحديد، كما قال ذلك أكابر الأئمة فكيف يلزم من ذلك أن نكون مجسمة؟!.

وهكذا قوله: " محدود ". نفضل ترك الخوض في الحد مع أنه من المسائل التي أثبتها بعض السلف ونفاها البعض، ولكن الأفضل التوقف حيث إن البحث في ذلك مبتدع وإن اللفظ لم يرد في الأدلة ومع ذلك فعذر من أثبت الحد ومن نفاه أن لكل منهما مقصدا ظاهره الصحة. وبالجملة فلا اختصاص لنا بهذا دون غيرنا ولكن هذا الكاتب مزجي البضاعة في عقيدة السلف وأقوالهم، وكان الأولى أن يوجه طعنه ولومه على علماء السلف وأئمتهم، فإن هذه الأقوال والمذاهب المأثورة عنهم مدونة في مؤلفاتهم الموجودة المشهورة.

الثالث: قوله عن الوهابية إنهم يصفون الرب تعالى بأنه مؤلف من أعضاء. يد محسوسة يبطش بها ورجل يمشي بها إلخ.

والجواب: أن هذا من جنس ما قبله قول عليهم بلا علم، فإن التأليف جمع المتفرق، أو تركيبه من أدوات مختلفة وهذه اللفظة محدثة في العقيدة لا نقول بها ولا نستعملها في عقائدنا ولم ترد في النصوص حيث إن لازمها قول باطل كما ذكرنا، فأما إثبات اليد والرجل حيث وردت فإنا نقتصر على ذلك فقد تكاثرت الأدلة على إثبات اليد بما لا يدع مجالا في أنها يد حقيقية، لكنا نقول: إنها لا تشبه خصائص المخلوق وإن الله يقبض بها السماوات والأرض كما أخبر عن ذلك، وأما الرجل فقد ورد في السنة أن الله يضع رجله أو قدمه على النار، وورد في القرآن ذكر الساق ووضح في الحديث، فإذا أثبتنا ذلك لم يلزم أن نكون مجسمة، ولم يلزم أنا نقول: إن الله تعالى مؤلف من أعضاء، بل نقول: إن ذاته حقيقية وصفاته حقيقية كما يليق به، كما أنا لا نقول: بالبطش والمشي الذي رمانا به، بل نقتصر على الوارد في الكتاب والسنة.

الرابع: زعمه أنهم يصفون الله بأنه يقوم ويجلس ويغدو ويروح وينزل ويرتفع. . . إلخ.

الجواب: إن هذا قول لا حقيقة له ولا عمدة له في هذا النقل، فهذه