للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نوقش هذا الدليل:

بأن كون النبي صلى الله عليه وسلم يبعث العمال ولا يستفصلون يدل على أن الزكاة تتعلق بالمال، ولا علاقة للذمة فيها، وهذا لا فرق فيه بين المال الظاهر والمال الباطن، لأن الدين أمر باطن تستوي فيه الأموال الظاهرة والأموال الباطنة (١).

الدليل الثالث: استدلوا بأدلة عقلية وهي:

أولا: أن الأموال الظاهرة أمرها موكول إلى الإمام، فجاز أن يأخذها قهرا بخلاف الأموال الباطنة إذ يقبل فيها قول رب المال في ادعاء الدين، أو إخراجها (٢).

ثانيا: أن الأموال الباطنة لا مطالب لها من جهة العباد، لأن الأداء للمالك (٣).

ثالثا: أن الدين يمنع تنمية العين إذ يجوز لصاحب المال أن يقوم مطالبا بدينه، فيؤدي ذلك إلى أن يحجر على رب المال التصرف في ماله وهذا يمنع نماءه في الذهب والفضة، وأما الحرث


(١) الشرح الممتع ٦/ ٣٨.
(٢) الفواكه الدواني ١/ ٣٨٦ - ٣٨٧ شرح الخرشي ٢/ ٢٠٢.
(٣) الاختيار لتعليل المختار ١/ ١٣١.