للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه أخوه قثم رضي الله عنه وهو في سفر، فاسترجع وتنحى عن الطريق، فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (١) (٢).

وقال أبو السعود (٣) (استعينوا على حوائجكم ... بالصوم ... والتوسل في الصلاة والالتجاء إليها، فإنها جامعة لأنواع العبادات النفسانية والبدنية من الطهارة وستر العورة وصرف المال فيهما والتوجه إلى الكعبة والعكوف على العبادة وإظهار الخشوع بالجوارح وإخلاص النية بالقلب ومجاهدة الشيطان ومناجاة الحق وقراءة القرآن والتكلم بالشهادة وكف النفس عن الأطيبين حتى تجابوا إلى تحصيل المآرب وجبر المصائب، روي أنه عليه السلام «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (٤)».

ويوضح الإمام الشنقيطي هذا الأمر بشكل أكثر، فيقول (٥) (وأما نتيجة الاستعانة بالصلاة فقد أشار لها تعالى في آيات من كتابه


(١) سورة البقرة الآية ٤٥
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١/ ٢٦٠)، وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ١٧٢): إسناده حسن.
(٣) إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم (١/ ٩٨).
(٤) سنن أبي داود الصلاة (١٣١٩)، مسند أحمد (٥/ ٣٨٨).
(٥) أضواء البيان (١/ ٣٥).