للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن كثير (١) (يقول تعالى آمرا عبيده فيما يأملون من خير الدنيا والآخرة بالاستعانة بالصبر والصلاة كما قال مقاتل بن حيان في تفسير هذه الآية: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلاة ... والصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر ... قال حذيفة يعني ابن اليمان رضي الله عنهما: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى (٢)».

وقال الزمخشري (٣) {وَاسْتَعِينُوا} (٤) على حوائجكم إلى الله {بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (٥) أي بالجمع بينهما وأن تصلوا صابرين على تكاليف الصلاة محتملين لمشاقها وما يجب فيها من إخلاص القلب وحفظ النيات ودفع الوساوس ومراعاة الآداب والاحتراس من المكاره مع الخشية والخشوع، واستحضار العلم بأنه انتصاب بين يدي جبار السماوات ليسأل فك الرقاب عن سخطه وعذابه، ومنه قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} (٦) أي واستعينوا على البلايا والنوائب بالصبر عليها والالتجاء إلى الصلاة عند وقوعها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (٧)»،


(١) تفسير ابن كثير (١/ ٨٨).
(٢) سنن أبي داود الصلاة (١٣١٩)، مسند أحمد (٥/ ٣٨٨).
(٣) الكشاف (١/ ١٦٢).
(٤) سورة البقرة الآية ٤٥
(٥) سورة البقرة الآية ٤٥
(٦) سورة طه الآية ١٣٢
(٧) سنن أبي داود الصلاة (١٣١٩)، مسند أحمد (٥/ ٣٨٨).