كتاب مجلة البحوث الإسلامية

حديث 'المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .... ' دراسة عقدية - التمهيد - ج: 84 - ص: 125

محمودة، وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة ".

يقول الشيخ العثيمين -: " لكن القوة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي (١)» أي: قوي في الإيمان، ولأن كلمة القوي تعود إلى الوصف السابق وهو الإيمان، كما تقول: الرجل القوي، أي: في رجولته، كذلك المؤمن القوي في إيمانه؛ لأن المؤمن القوي في إيمانه تحمله قوة إيمانه على أن يقوم بما أوجب الله عليه، وعلى أن يزيد من النوافل ما شاء الله، والضعيف الإيمان يكون إيمانه ضعيفا لا يحمله على فعل الواجبات وترك المحرمات فيقصر كثيرا " (٢).

وقوله: " خير " يعني خير من المؤمن الضعيف، وأحب إلى الله.

ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «وفي كل خير (٣)» يعني المؤمن القوي، والمؤمن الضعيف كل منهما فيه خير.

وإنما قال: «وفي كل خير (٤)» لئلا يتوهم أحد من الناس أن

---

(١) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٢) شرح رياض الصالحين (١/ ٤٥٩).
(٣) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٤) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).