للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول الإمام ابن القيم - عن أهمية هذا الحديث:

"إنه مما لا يستغني عنه العبد أبدا، بل هو أشد شيء إليه ضرورة وهو يتضمن إثبات القدر والكسب والاختيار والقيام والعبودية ظاهرا وباطنا في حصول المطلوب وعدمه، وبالله التوفيق" (١).

ويقول - أيضا -: " عن قوله عليه الصلاة والسلام: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز (٢)» فالدين كله ظاهره وباطنه، شرائعه وحقائقه، تحت هذه الكلمات النبوية، والله أعلم " (٣).

* شرح الحديث إجمالا:

قوله: «المؤمن القوي (٤)» هو من يقوم بالأوامر، ويترك النواهي بقوة ونشاط، ويصبر على مخالطة الناس ودعوتهم، ويصبر على أذاهم. أي: القوي في إيمانه، وليس المراد القوي في بدنه؛ لأن قوة البدن ضرر على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله.

فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، إذا كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفع في الدنيا والآخرة صارت


(١) شفاء العليل (١/ ٥٩).
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٣) مدارج السالكين، تحقيق: محمد حامد الفقي (٣/ ٥٠١).
(٤) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).