للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا، فإذا تعارضت منفعة الدين ومنفعة الدنيا، فإنها تقدم منفعة الدين؛ لأن الدين إذا صلح صلحت الدنيا، أما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين فإنها تفسد.

فقوله: «على ما ينفعك (١)» يشمل منافع الدين والدنيا، وعند التعارض تقدم مصلحة الدين.

وفي قوله: «احرص على ما ينفعك (٢)» إشارة إلى أنه إذا تعارض منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإننا نقدم المنفعة العليا، لأن المنفعة العليا فيها المنفعة التي دونها وزيادة، وبالعكس إذا كان الإنسان لا بد أن يرتكب منهيا عنه من أمرين منهي عنهما وكان أحدهما أشد؛ فإنه يرتكب الأخف، فالمناهي يقدم الأخف منها، والأوامر يقدم الأعلى منها (٣).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «واستعن بالله (٤)» أي: توكل عليه والجأ إليه، ولا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير.

يقول الشيخ العثيمين: " ما أروع هذه الكلمة بعد قوله: «احرص على ما ينفعك (٥)»؛ لأن الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا فإنه يتتبع المنافع


(١) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٣) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (١/ ٤٦٠ - ٤٦١).
(٤) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٥) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).