للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويأخذ بالأنفع، وربما تغره نفسه حتى يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة بالله، وهذا يقع لكثير من الناس، حيث يعجب بنفسه ولا يذكر الله عز وجل ويستعين به، فإذا رأى من نفسه قوة على الأعمال وحرصا على النافع وفعلا له، أعجب بنفسه ونسي الاستعانة بالله " (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «واستعن بالله (٢)» دلالة على أن يستعان بالله دون غيره، وأن لا يعتمد على مخلوق، فالاستعانة هي طلب العون، ولا يطلب العون من أي إنسان " إلا للضرورة القصوى، ومع ذلك إذا اضطررت إلى الاستعانة بالمخلوق فاجعل ذلك وسيلة وسببا، لا ركنا تعتمد عليه " (٣).

يقول ابن رجب: " وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق، فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصلحة، ودفع مضرة، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان .... ، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات، وترك المحظورات " (٤).


(١) المصدر السابق.
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٣) المصدر السابق (٢/ ٤٢٥، ٤٥٣).
(٤) جامع العلوم والحكم، ص (١٦٨).