للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله وقضاؤه، وما شاء الله عز وجل فعله {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (١)، لا أحد يمنعه في ملكه ما يشاء، ما شاء فعل عز وجل ... .

فأنت إذا بذلت الجهد واستعنت بالله، وصار الأمر على خلاف ما تريد لا تندم، ولا تقل: لو أني فعلت لكان كذا، إذا قلت هذا انفتح عليك من الوساوس والندم والأحزان ما يكدر عليك الصفو، فقد انتهى الأمر وراح، وعليك أن تسلم الأمر للجبار عز وجل قل قدر الله وما شاء فعل (٢).

وقوله: «فإن لو تفتح عمل الشيطان (٣)»: (لو) اسم إن قصد لفظها؛ أي: فإن هذا اللفظ يفتح عمل الشيطان.

وعمله: ما يلقيه في قلب الإنسان من الحسرة والندم والحزن؛ فإن الشيطان يحب ذلك، قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (٤).

فإذا رضي الإنسان بالله ربا، وقال: هذا قضاء الله وقدره، وأنه لا بد أن يقع اطمأنت نفسه وانشرح صدره.


(١) سورة هود الآية ١٠٧
(٢) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (١/ ٤٦٣ - ٤٦٤).
(٣) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٤) سورة المجادلة الآية ١٠