للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لو أني فعلت لكان كذا وكذا ".

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -: " فأمره بالحرص على ما ينفعه، والاستعانة بالله ونهانا عن العجز الذي هو الاتكال على القدر، ثم أمره إذا أصابه شيء أن لا ييأس على ما فاته، بل ينظر إلى القدر ويسلم الأمر إلى الله، فإنه هنا لا يقدر على غير ذلك كما قال بعض العقلاء:

الأمور أمران: أمر فيه حيلة، وأمر لا حيلة فيه.

فما فيه حيلة لا تعجز عنه، وما لا حيلة فيه لا يجزع منه " (١).

وجزى الله عنا نبينا خير الجزاء، فقد بين لنا الحكمة من ذلك، حيث قال: «فإن لو تفتح عمل الشيطان (٢)»، أي: تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم، حتى تقول: لو أني فعلت لكان كذا، فلا تفعل هكذا، والأمر انتهى ولا يمكن أن يتغير عما وقع، وهذا أمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ".

ولهذا قال: «ولكن قل: قدر الله (٣)»، أي: هذا قدر الله أي تقدير


(١) مجموع الفتاوى (٨/ ٢٨٥، ٣٢٠).
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٣) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).