الجواب: لا يدخل في ذلك قوة البدن إلا إذا كان في قوة بدنه ما يزيد على إيمانه أو يزيد ما يقتضيه؛ لأن " القوي " وصف عائد على موصوف وهو المؤمن؛ فالمراد: القوي في إيمانه أو ما يقتضيه، ولا شك أن قوة البدن نعمة، إن استعملت في الخير فخير، وإن استعملت في الشر فشر " (١).
فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: المؤمن القوي - المؤمن الضعيف، لدليل قوي على أن من الناس من يكون إيمانه قويا لا يزعزعه شيء، وهناك من يكون إيمانه ضعيفا.
فالخيرية قائمة بين المؤمنين في صفة الإيمان، فمن كان إيمانه قويا فهو خير وأحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف الذي لا يقوم بواجباته على أكمل وجه، وإنما هو مقصر كثيرا.
ولئلا يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف لا خيرية فيه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " وفي كل خير " فالمؤمن الضعيف خير من الكافر لا شك في ذلك.
(١) القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين (٢/ ٣٦٦).