للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(محبة) الله الذي ليس كمثله شيء، الذي لا نحيط به علما ذاتا وصفة سبحانه ما أحلمه؟! يسمع خوض الخائضين وحذلقة المتحذلقين ثم يمهلهم، ولا يعاجلهم لعلهم يتوبون.

وأما الرد على قولهم: إن المحبة لا تكون إلا بين متناسبين، فنقول:

" المناسبة " لفظ مجمل فإنه قد يراد بها التولد والقرابة فيقال: هذا نسيب فلان ويناسبه، إذا كان بينهم قرابة مستندة إلى الولادة والآدمية، والله سبحانه وتعالى منزه من ذلك، ويراد بها المماثلة فيقال: هذا يناسب هذا أي مماثله، والله سبحانه أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ويراد بها الموافقة في معنى من المعاني، وضدها المخالفة.

والمناسبة بهذا الاعتبار ثابتة، فإن أولياء الله تعالى يوافقونه فيما يأمر به فيفعلونه وفيما يحبه فيحبونه، وفيما نهى عنه فيتركونه، وفيما يعطيه فيصيبونه، والله وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عليم يحب العلم، نظيف يحب النظافة، محسن يحب المحسنين، مقسط