للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعتمد عليه في الدعاء والسؤال والاستعانة هو الله وحده لا شريك له، كما أن على العبد إذا احتاج إلى الاستعانة بالمخلوق كحمل صندوق مثلا، ألا يشعر نفسه أن هذه الاستعانة كاستعانته بالخالق، وإنما عليه أن يشعر أنها كمعونة بعض أعضائه لبعض، كما لو عجز عن حمل شيء بيد واحدة فإنه يستعين على حمله باليد الأخرى.

وعلى هذا فالاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه، كالاستعانة ببعض الأعضاء، فلا ينافي ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فاستعن بالله " فإذا وقع العبد في مكروه وشدة فلا بأس أن يستعين بمن له قدرة على تخليصه، أو الإخبار بحاله بعد الاستعانة بالله تعالى، ولا يكون هذا شكوى للمخلوق، فإنه من الأمور العادية، التي جرى العرف باستعانة الناس بعضهم ببعض، ولهذا قال يوسف عليه السلام للذي ظن أنه ناج من الفتيين (١) {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (٢)، والمصيبة العظيمة والخطر الجسيم فيمن يسأل أو يستعين بأصحاب القبور، أو غيرهم ممن يسمون بالأولياء والصالحين، سواء أكانوا أمواتا أم أحياء،


(١) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (٢/ ٤٦١).
(٢) سورة يوسف الآية ٤٢