للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة (١)»

يقول ابن حجر: " تسمى هذه الكلمة كنزا؛ لأنها كالكنز في نفاسته، وصيانته عن أعين الناس ... لأن معنى (لا حول) لا تحويل للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة له على طاعة الله إلا بتوفيق الله .... ، وحاصله أن المراد أنها من ذخائر الجنة، أو من محصلات نفائس الجنة " (٢).

ويقول النووي: " قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له .... " (٣).

فهي كلمة عظيمة تتضمن اعتراف العبد بأنه لا تحول له من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلا بإعانة الله وحده، فالاستعانة لا تطلب من أي إنسان إلا عند الضرورة، وفيما يقدر عليه فقط، وإذا اضطر العبد للاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه، فعليه أن يجعل ذلك وسيلة وسببا، لا ركنا يعتمد عليه، وإنما الركن الأصيل الذي


(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب (٨٠) الدعوات، باب (٥٠) الدعاء إذا علا عقبة، فتح الباري، (١١/ ١٨٧) ح (٦٣٨٤).
(٢) فتح الباري (١١/ ١٨٨، ٥٠٠ - ٥٠١).
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي (١٧/ ٢٦).