للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون إلا بمشيئته شاء الناس ذلك أم أبوه " (١).

والإنسان محتاج إلى الله في كل حال، قال ابن رجب: " العبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات، والصبر على المقدورات كلها في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله عز وجل، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .... ، ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به، فصار مخذولا ... ، وهو كذلك في أمور الدنيا عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه جميعا إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول، وهذا هو تحقيق معنى قول العبد: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، فإن المعنى لا تحول للعبد من حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله. وهذه كلمة عظيمة وصفها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها كنز من كنوز الجنة " (٢)؛ إذ قال - عليه الصلاة والسلام - لأحد الصحابة: «قل لا


(١) المصدر السابق (١/ ٨٢).
(٢) جامع العلوم والحكم، ص (١٦٨).