للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البعد حد النهاية، حيث أعرض عن عبادة النافع الضار، الغني المغني، وأقبل على عبادة مخلوق مثله أو دونه ليس بيده من الأمر شيء، بل هو إلى حصول ضد مقصوده أقرب، ولهذا قال: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} (١)، فإن ضرره في العقل والبدن، والدنيا والآخرة معلوم، {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (٢) أي: لبئس هذا المعبود والقرين الملازم على صحبته، فإن المقصود من المولى والعشير حصول النفع، ودفع الضرر، فإذا لم يحصل شيء من هذا إنه مذموم ملوم (٣).

وجاء في الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم -: « ... إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله (٤)»

يقول ابن دقيق العيد في شرح هذا الجزء من الحديث:


(١) سورة الحج الآية ١٣
(٢) سورة الحج الآية ١٣
(٣) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (٣/ ٣٤٨ - ٣٤٩).
(٤) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب (٥٩)، ح (٢٥١٦)، والإمام أحمد (١/ ٢٩٣ - ٣٠٣) وأخرجه الطبراني في الكبير، ح (١٢٩٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣١٤) وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع الصغير، (٢/ ١٣١٨)، ح (٧٩٥٧).