للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" أرشده إلى التوكل على مولاه وألا يتخذ ربا سواه، ولا يتعلق بغيره في جميع أموره ما قل منها وما كثر، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (١)، فبقدر ما يركن الشخص إلى غير الله بطلبه أو بقلبه أو بأمله فقد أعرض عن ربه بمن لا يضره ولا ينفعه، وكذلك الخوف من غير الله ".

فالمسلم مطالب بالاستعانة بالله في فعل المأمورات، واجتناب المنهيات.

يقول ابن تيمية عند تفسير قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٢).

" وكل واحد من العبادة والاستعانة دعاء، وإذا كان قد فرض علينا أن نناجيه وندعوه بهاتين الكلمتين في صلاة، فمعلوم أن ذلك يقاضي أنه فرض علينا أن نعبده وأن نستعينه ... ، كما أمر بهما في قوله: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} (٣)، والأمر له أمر لأمته، وأمره بذلك في أم القرآن، وفي غيرها، لأمته؛ ليكون فعلهم ذلك طاعة


(١) سورة الطلاق الآية ٣
(٢) سورة الفاتحة الآية ٥
(٣) سورة هود الآية ١٢٣