للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقيام بها، وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه، وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر: ما كنت أشد اجتهادا مني الآن " (١).

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز (٢)»

وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لما قيل له: «أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله (٣)» يعني: أن الله عز وجل قدر الخير والشر وأسباب كل منهما (٤).

والأسباب وإن عظمت إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئا، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، وعموم المصائب التي تصيب


(١) أعلام السنة المنشورة، ص (١٣٤).
(٢) رواه مسلم في كتاب (٤٦) القدر، باب (٨) في الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله، (٤/ ٢٠٥٢)، ح (٢٦٦٤).
(٣) رواه ابن ماجه، كتاب الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، والترمذي، كتاب الطب، باب ما جاء في الأدوية، ح (٢٠٦٥)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) انظر أعلام السنة المنشورة، ص (١٣٤).