للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبتدأ خلق آدمي فهذا لا تنقضي به العدة.

وأقل ما تنقضي به العدة من الحمل أن تضعه بعد ثمانين يوما منذ أمكنه وطؤها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له اكتب عمله، ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة (١)»

ولا تنقضي العدة بما دون المضغة فوجب أن تكون بعد الثمانين، فأما ما بعد الأربعة أشهر فليس فيه إشكال لأنه ينكس في الخلق الرابع (٢).

وعليه فيشترط في الحمل الذي تنقضي به العدة:

(١) أن يتبين فيه خلق الإنسان.

(٢) أن يكون منسوبا شرعا إلى من له العدة. (٣) وهذا يتحدد حسب مدة الحمل ويأتي تفصيلها في الوقفة الثانية.


(١) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة رقم (٣٢٠٨).
(٢) انظر: المغني ١١/ ٢٣١.
(٣) انظر: الشرح الممتع ١٣/ ٣٣٩.