للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (١) وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (٢) الآية وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (٣) {إِنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} (٤) وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} (٥) {وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} (٦) ونحو ذلك كثير فهل يقال: إن هذه الآيات بطل معناها وأنها مقصورة على مشركي العرب قبل الإسلام وهل يقال: إن الأنبياء والأولياء يستجيبون لمن دعاهم ويملكون التصرف في الكون، والضر والنفع والعطاء والمنع، ويعلمون الغيب ويشفعون بدون إذن الله ويملكون الشفاعة مع قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (٧) هذا والأدلة على وجوب التوحيد والإخلاص والنهي عن الشرك ووسائله كثيرة كما في كتاب التوحيد، وشرحه فتح المجيد، وسائر مؤلفات أهل العلم والإخلاص، ودلالتها واضحة ولم يقل أحد من الشراح ولا الرواة أنها خاصة بعباد الأصنام في الجاهلية قبل هذا الكاتب وأضرابه.

فأما قوله وأنكروا كل حديث صحيح. . الخ. جوابه أن الأحاديث المزعومة هي أمثال الحديث الموضوع السابق بلفظ: «إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي» الخ.

وقد عرفت أنه كذب لا أصل له وتقدم حديث: «اللهم أسألك بحق السائلين عليك (٨)» وعرفت أن السائلين هم الذين يدعون الله وحقهم عليه أن يجيبهم وهو حق تفضل وتكرم، فنحن نقول لهذا الكاتب: أين تلك الأحاديث التي وافقت عليها الحفاظ، وأجمعت على صحتها الأمة هل هناك حديث في الصحيحين أو في أحدهما


(١) سورة الجن الآية ١٨
(٢) سورة الأحقاف الآية ٥
(٣) سورة فاطر الآية ١٣
(٤) سورة فاطر الآية ١٤
(٥) سورة سبأ الآية ٢٢
(٦) سورة سبأ الآية ٢٣
(٧) سورة الزمر الآية ٤٤
(٨) سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٧٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢١).