للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاء في مقدمة تلك المناظرة، عن دخول الإسلام في الهند الغربية، وبخاصة ساحل " مليبار " هذا القول: أما التجار فكان أغلبيتهم من العرب، الذين يفدون إلى السواحل الهندية الغربية، وبخاصة " ساحل مليبار " حاملين معهم بضاعتي: الدين والدنيا .. وكان الإسلام ينتشر على أيديهم بكل بساطة، بين الشعوب الوثنية.

ووسيلة التجارة من أسبق الوسائل وأسهلها في الدعوة إلى الله، وما زال لها الأثر الفعال في انتشار الإسلام في العالم، وفي هضبة " الدكن " الهندية.

فإن التاجر بصدقه وأمانته وحسن معاملته وأخلاقه، ومحافظته على أداء شعائر دينه، بانتظام وطهارة، يبعث في نفوس الذين يتعاملون معه، حب هذا الدين.

وقد اعترف القس " ورنز " فقال: ومن المحقق أن التاجر المسلم، يبث في هؤلاء الوثنيين، مع بضاعته التجارية، دينه الإسلامي، وحضارته الراقية.

ثم لعل إصهار كثير من التجار المسلمين، لأهل الهند، واستقرارهم بينهم، كان له الأثر الفعال، في إدخال كثير من العائلات الهندوكية، في دين الإسلام (١) لأن التاجر المسام صادق وأمين، يحرم عليه دينه


(١) المناظرة الكبرى بين الشيخ رحمة الله والدكتور " فندر " ص ١٩ - ٢٠ المصدر السابق.