وما انتشار الإسلام، إبان القرون الثلاثة المفضلة، وما بعدها إلا عندما ترسموا خطى الصحابة في الصدق وحسن التنفيذ، في كثير من مواقع المعمور من الأرض، والتي لم تبلغها جيوش المسلمين، عندما امتدت شرقا وغربا، في أرض الله لنشر دين الله، في عباد الله، امتثالا لرسالة الدعوة التي حملهم الله حق تبليغها، في مواطن كثيرة، من مصدري التشريع في دين الإسلام .. وما حصلت المصلحة الكبيرة إلا ثمرة من ثمار حرصهم على أداء الأمانة، على وجهها الذي شرعه الله، وسار عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي هو قدوتهم في العمل، وحسن الاستجابة في البيان.
وهذا من أبرز اهتماماتهم بأداء الأمانة، تطبيقا في النفوس، وقدوة صالحة في الحديث، وصدقا في التعامل مع الآخرين، ووفاء بالمواثيق والمواعيد، وغير ذلك من الصفات التي تتوق إليها القلوب الصافية، وتتطلع إليها النفوس البشرية عامة، لما فيها من صلاح وإصلاح.
نموذج ذلك ما جاء في: المناظرة الكبرى، بين الشيخ رحمة الله الهندي، والدكتور القسيس " فندر " ومعه القسيس: فرنج "، حيث انهزما أمام مناظرته لهما، لأن دين الله يعلو، ولا يعلى عليه.