للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وموقعه في مجتمعه، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (١).

فكان الأمر بأداء الأمانة في تبليغ شرع الله، في هذه الآية مؤكدا، وملزما للأمة بمواصلة المسيرة، جيلا بعد جيل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لانقطاع الوحي من السماء، بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ولكن تبقى في الأمة أمانة الدعوة والتبليغ متواصلة، حيث يبعث الله للأمة، على رأس كل قرن، من يجدد الدين .. وتحت هذه المسؤولية، المناطة بمن له قدرة علمية، أو بغيرها بحسب الأحوال في كل وقت وموقف.

فإن القادرين سيحاسبون عن هذه المهمة في أداء الأمانة إذا أهملوها، لاعتبار ذلك واجبا عظيم المسألة، لما في النص، من تأكيد بعد تأكيد، حسب حروف التوكيد وأدواته.

وعلماء البلاغة يقولون: زيادة المبني زيادة في تمكين المعنى.

إذ ستنشر صحائف الأعمال، في يوم الميعاد، ويتم النقاش من كل فرد هل أدى دوره في الأمانة، كل بحسب حاله وموقعه، وهل وفى بما ألزم به: أخذا وعطاء، من أمانة التبليغ، أولا فيما يتعلق بحق الله، ثم فيما يتعلق بحقوق المخلوقين.


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٦