للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهل عرف قدر الأمانة حق المعرفة، وأداها كما يجب الأداء .. حيث إن صحائف الأعمال كما قال سبحانه: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (١).

ولعل من أبسط الأمور التي يتساهل فيها كثير من الناس أمانة الكلمة، وأمانة النظرة، وأمانة اللسان، وأمانة السمع .. وأمانة حق الجار، وحق الأمر بالمعروف - وهو مهم جدا - وغيرها من الأشياء التي يتهاون بها بعضهم.

لأن كل من رئي على خطأ أو معصية، ولم ينصح برفق ولين، سوف يتعلق أمام الله في ذلك الموقف بعنق من عرف ذلك عنه، ولم يحاول تقويم اعوجاجه، فيبوء بالحجة، إن لم يكن لديه ما يدفعها، ويرفع الملامة عنه، سواء كان عالما، أو جارا، أو صديقا، أو قريبا ... أو غيرهم.

ومن هذا يجب أن ندرك: أن كثيرا من أمم الأرض: قديما وحديثا .. منذ أشرقت أنوار الرسالة المحمدية من مكة المكرمة - أشرف البقاع عند الله، وأحبها عند رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحتى اليوم ما حرصت: أفرادا وجماعات، على الارتباط بدين الإسلام: عقيدة


(١) سورة الكهف الآية ٤٩