للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحابة الأخيار، فإن من الأمانة: قديما وحديثا عدم الدخول فيما شجر بينهم، وعدم تكرار الحديث: تحليلا وتفسيرا.

فقد فسره بعضهم من باب التلبيس على الصحابة وغيرهم - بمنظرهم المخالف لما ارتسم في مخيلة علماء الإسلام، الذين سكتوا عن الخوض فيها، حفظا للأعراض، وتورعا ومهابة، وإجلالا للرعيل الأول، وهم الصحابة خير هذه الأمة، وقالوا عمن شارك: كل منهم مجتهد، فرضي الله عن مصيبهم، وغفر الله لمن أخطأ منهم.

وقد ندم واعتزل بعضهم، بما ينير الدرب للآخرين. للابتعاد عن الأمور المشتبهة بعدما أقدموا على سفك دم حرام، فيه وعيد من الله ورسوله.

ولم يتعرضوا للصحابة، بقدح، ولا للعمل بتأييد .. وهذا من أمانة حفظ اللسان، وأمانة الذب عن أعراض الجيل الأول، لأنهم خير القرون من بعده - صلى الله عليه وسلم -، ومن أمانة السكوت عن الفتنة «لأن من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة (١)»

وجاء عند أبي داود، حديث عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حمى مؤمنا من منافق، بعث الله له ملكا


(١) أخرجه الترمذي عن أبي الدرداء مرفوعا، وحسنه: ينظر كشف الخفاء للعجلوني الطبعة الثالثة عام ١٣٥٢ هـ ج ٢: ٢٥٠.