لقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، الذي جاء فيه: «بأنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في حديقة بني فلان، والباب علينا مغلق، وفي استفتاح الرجل الثالث، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينكت الأرض بعود، قال عليه الصلاة والسلام، يا عبد الله بن قيس - وكان هذا هو اسم أبي موسى الأشعري -: قم فافتح له الباب، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه. قال: فقمت ففتحت الباب، فإذا أنا بعثمان بن عفان، فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: الله المستعان، وعليه التكلان ثم دخل فسلم وقعد (١)»
هذه المصيبة التي حلت بعثمان، ونسج حولها المستشرقون روايات وشبهات، تعتبر باب فتنة، انكسر ولم يغلق، نشأ عنه نحل، وملل، وتبناها أناس أضاعوا أمانة الكلمة، وفتحت بابا للفتن، وتعدد الطوائف، ذات النزعات والغايات ضد الإسلام، ووحدة المسلمين، ببث الفرقة، واختلاف الكلمة ونشر الأكاذيب.
فاهتم علماء الإسلام للتفنيد وبذل الجهد، لتعرية أصحاب
(١) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب نكت العود في الماء والطين حديث رقم (٦٢١٦)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير إصدار كتاب الشعب القاهرة معه ١٩٨٤ م، ج ٣: ٥٨٦ - ٥٨٧.