الباطل، تبرز وتظهر بثوب جديد، وأكاذيب تقلب الحقائق، وتغلف بكساء يراد منه تغيير الاسم، مع أن الجوهر واحد.
فيهيئ الله - في كل مكان وزمان - من يتحمس للدفاع وتفنيد تلك الأمور، المراد منها التلبيس، وصرف الأمانة العلمية، عن مسارها الصحيح، حتى يبرزوها لنظر قاصري الاطلاع، براقة تتمشى مع الواقع، الذي هدف إليه صاحب الشبهة، ويسميها دراسة تاريخية جديدة، أو تنقية التاريخ والحوادث.
فيقيض الله من يشعر بأمانة الدفاع، ونقض الشبهات، من أمة الإسلام لينبري للدفاع - ذلك أن أمة الإسلام لا تزال بخير، ما دامت النوايا طيبة، والعقيدة التي عليها مدار الأعمال سليمة، ومحبة دين الله صادقة في القلوب، فإن الغيرة تتحرك بالعلم، أداء لأمانة المدافعة، ورد الشبهات، والله سبحانه هو المعين، لقوله عز وجل:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(١).
فالشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - لما رأى هجوما شديدا على المسلمات التاريخية، في تراث الإسلام، مما يراد طمسه أو مسخه، باسم الدراسة التاريخية، أو القراءة الجديدة للتاريخ، نتج عنها هجوم شديد، وقلب للحقائق، فتحمس في الرد، وقال: إن أعداء