الأمانة في أي شأن، لما وراء ذلك من أضرار بالمصالح الفردية والجماعية، في أمور الدين، قبل النتائج الدنيوية.
إذ مع ما وهب الله سبحانه، السماوات والأرض والجبال، من قوة وشدة في التحمل، وعظمة في الخلقة، إلا أن هذه الكائنات، قد تبرأت أمام خالقها من الأمانة، وأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، مخافة من عقاب الله الشديد، لمن قصر في أداء هذا الدور العظيم، وهذا ما يجب أن يدركه في هذا الزمان كثير من الناس، ممن استهوتهم الدنيا ببريقها، وبدؤوا يستخفون بالأمانة، ويفتون أنفسهم بأن الحلال ما حل في يدك.
ولأن الإنسان الضعيف في قدراته، والضعيف في جسمه، والعاجز عن حمل صخرة صغيرة في جبل، قد كلف نفسه فوق طاقتها، ليحمل هذه الأمانة، ذات المسؤولية الكبيرة، والثقل الذي تبرأ منه، أعظم مخلوقات الله - المعهودة عندنا - وكما هو ظاهر لنا بالمقاييس، وثابت ذهنيا وعقليا عند البشر.
ولم تهن الأمانة في بعض القلوب، إلا لأن الشيطان، رانت وساوسه على قلوبهم، واستزلهم ببعض ما كسبوا، تبين هذه المقارنة بمفهوم حديث، رواه الإمام أحمد رحمه الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مضمونه: «أن الله سبحانه لما خلق الجبال، قالت الملائكة يا رب