فهم بهذه الآية الكريمة فئتان: واحدة تتهاون بالأمانة، ولا ترى لها حرمة، ولا تؤدي إلا بالمتابعة والملاحقة، والخوف من البشر، وليس من الله، ولا بوازع عقدي، فمن خان الأمانة أو تهاون بها من المسلمين فهو شبيه بهم.
والثانية: فيرجى من أصحابها، إذا سمعوا الذكر، وبانت لهم حقيقة الرسالة، وما فيها من مخاطبة للضمائر التي تزن الأمور، أن ترعوي لدين الله الحق.
ويؤخذ مقياس هذا الإيمان: بأركانه الستة، بالأمانة والمحافظة عليها، أداء أو خيانة أو جحدانا، وما ذلك إلا أن الأمانة، التي بين الله سبحانه ثقلها، وأثرها في مواطن متعددة من الكتاب الكريم، وأكد هذه المكانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بفعله ودعوته.
فقد بين سبحانه، ثقلها في سورة الأحزاب، وحث على أهمية أدائها، وجعلها مقرونة بالإيمان، الذي هو عقيدة مع الله، ودعامة كبرى يرتكز عليها دين الإسلام، وركن أصيل من أركان هذه العقيدة، حتى لا يخف ميزانها في القلوب .. ومن ثم في التعامل.
وهذا ما يخشاه ويخافه العاقل، أن يتساهل بعضهم، في حق