ثم يحكم بأن وقائع عندنا حافلة بالعجائب، وهي كتب تحتاج إلى أمناء يستخلصون الحق، بالنزاهة وتحري الأصوب، وتنقيته من الشوائب والأهواء، ومن دس أعداء ديننا، الذين يسعون جاهدين في تشويهه، ورميه وقادة الإسلام وعلماءه، بما ينقص قدرهم ويحط من مكانتهم ونحمد الله أن في المجتمع كثيرا، أمثال الغزالي حمية وحماسة.
وحتى لا يكون العارفون والحاملون للإرث الشرعي، مقصرين وسائرين في منحدر أهل الكتاب، في تضييعهم الأمانة في المأخذ والتأدية، حيث بين سبحانه وتعالى: أن منهم فئتين: ضعيفة الإيمان، ومن يدعي لنفسه الإيمان.
ومعلوم عند العلماء: أن الإيمان ليس بالتحلي والتمني، وإنما هو اعتقاد في القلب، وعمل بالجوارح، وقول باللسان .. فلا بد من تحقيقه على هذه الصور الثلاث.
يقول جل وعلا عن أهل الكتاب:{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}(١).