وفي هذا الحديث، الذي جاء بطرق متعددة، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، جاء هذا النص:«أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة - وفي رواية - وآخره الصلاة». يعني: بأن آخر ما تفقدون من الدين الصلاة " (١).
وهذا إنذار لكل مسلم، عن أهمية وعظم الأمانة، ومكانتها من عقيدة المسلم، وعدم التساهل فيها، لأن شيئا فقد أوله، حري بالتهاون أن يفقد آخره تدريجيا، وبذلك يضيع الدين من الإنسان، ويهلك بضياع الأمانة: اعتقادا وعملا.
وهذا ما يحرص عدو الله، إبليس عليه في تثبيط الناس عنه: كسلا ثم تهاونا فاستمراء، ثم الترك بالكلية، ويعاونه على ذلك، أعوانه من الإنس والجن: الإنس بالتسويف والأماني والتهوين بمكانة الأمانة، والجن من المردة والأبالسة، بالوسوسة والآمال، والعاقل يدرك: أن من ضل وغوى، لا يتهنى إلا بجر الآخرين إلى المنحدر الذي أوصلتهم إليه: الاستهانة بالأمانة، والتمادي في إهمال دورها.
والصلاة من الأمانات المستحفظ عليها الإنسان، بالنية الصادقة،
(١) سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني برقم: ١٧٣٩ نشر دار المعارف بالرياض.