للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإسباغ الوضوء، والطمأنينة في الركوع والسجود، وسائر الأركان، والواجبات والشروط، المرتبطة بهذه العبادة، التي مدح الله الخاشعين فيها، فقال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (١) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٢) {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (٣).

ولم يقتصر الأمر بالثناء على الرجال الخاشعين، بل حتى النساء شريكات، في حسن أداء هذه الأمانة، والإثابة عليها، عندما ذكر سبحانه عشر صفات، من حرص عليها محافظة وأداء، كسب ما أعد الله لهم من مغفرة وأجر عظيم، فقال تعالى: {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} (٤) الآية.

ذلك أن الأمانات المتعددة، التي حمل الإنسان نفسه ثقلها، يجب عليه الحرص بمراعاتها، ووضعها أمام عينيه، ماثلة في كل لحظة، ليراعيها ويحوطها بالاهتمام والعناية، كما يهتم بما يتعلق به، أو أكثر من مراعاة أمانة الأمور الثمينة عنده: من نقد ومتاع ونفائس، وعروض وأمور أثيرة عند أصحابها، كما يقولون: " بأن المال وزين الروح ".

فإذا كانت هذه الأمور النفيسة، والغالية في ثمنها، لا يضيعها في مفهوم البشر إلا السفهاء، وشرار الخلق، ومن يحكم بجنونهم،


(١) سورة المؤمنون الآية ١
(٢) سورة المؤمنون الآية ٢
(٣) سورة المؤمنون الآية ٣
(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٥