للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (١)، وخطابك دليل على شخصيتك ومن أجمل العبارات التي قرأتها في ذلك قول الإمام الزاهد يحيى بن معاذ: " القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه؛ من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه ".

والتخاطب حاجة ضرورية للمرء في يومه وليلته لا بد له منه، ولذا كان على العاقل أن يتعلم من أدب التخاطب وفنونه ما يصل به إلى قلوب الناس مراعيا فقه الكلمة، وخطورة اللفظ، وحفظ المنطق، وكم من صداقات قامت بسبب حسن الأدب في التخاطب، وبالمقابل كم من عداوات قامت بسبب سوء الأدب في التخاطب.

وأهم مصادر تعلم أدب التخاطب وأعلاها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ففيهما أصول وآداب التخاطب مما يحقق المحبة والمودة والإخاء في المجتمع المسلم.

والحق أني لما أخذت أقرأ في السنة النبوية متلمسا هذه الآداب ...


(١) سورة البقرة الآية ٢٦٩