للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالموعظة مخافة السآمة عن أبي وائل قال: «كان عبد الله رضي الله عنه يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بها مخافة السآمة علينا (٢)»

وكذلك مراعاة المكان: ومن أشهر ما يذكر هنا قصة عبد الرحمن بن عوف مع عمر بن الخطاب وفيها قول عبد الرحمن لعمر رضي الله عنهما - فقلت: يا أمير المؤمنين! لا تفعل؛ فإن الموسم يجمع رعاع الناس، وغوغاءهم؛ فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وألا يعوها، وألا يضعوها على مواضعها؛ فأمهل حتى تقدم المدينة؛ فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر رضي الله عنه -: أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة الحديث (٣).


(١) أخرجه: البخاري، كتاب الدعوات، باب الموعظة ساعة بعد ساعة (رقم ٦٤١١)، ومسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب الاقتصاد في الموعظة (رقم ٧١٢٩).
(٢) المقصود عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (١)
(٣) أخرجه: البخاري، كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت (رقم ٦٨٣٠).