مراعاة الظروف والمناسبات المحتفة بالخطاب والمخاطب:
وهذه واسعة لا يمكن تحديدها مثل وقت الفرح ليس كوقت الحزن، وما يحسن في مجلس العلم والذكر قد لا يحسن في مجلس التبسط، ومراعاة الظروف والمناسبات عامل كبير في التأثير والاستجابة للمخاطب، .... وكذلك مراعاة ما يخشى من التحدث به خشية الفتنة وفي هذا يقول ابن حجر رحمه الله:" وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم في حديث الجرابين، وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة، وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين؛ لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب "(١).
٤٢٤ ومما يذكر هنا مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار يوم حنين كما في حديث عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه، قال: «لما أفاء الله على رسوله