للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يؤمن بها، ولا اتبعها، بل أعرض عنها. . . . فهذا من أكبر المجرمين الذين يستحقون شديد النقمة، ولهذا قال: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} (١)

٣ - وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (٢) {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (٣).

يقول ابن حزم: " هذه الآيات محكمات لم تدع لأحد علقة يشغب بها، قد بين الله فيها صفة أهل زماننا فإنهم يقولون: " نحن المؤمنون بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن طائعون لهما، ثم يتولى طائفة منهم بعد هذا الإقرار فيخالفون ما وردهم عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، أولئك بنص حكم الله تعالى عليهم ليسوا مؤمنين " (٤).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - في تعليقه على هذه الآيات -: " فبين سبحانه أن من تولى عن طاعة الرسول، وأعرض عن حكمه فهو من المنافقين وليس بمؤمن. . . " (٥)


(١) سورة السجدة الآية ٢٢
(٢) سورة النور الآية ٤٧
(٣) سورة النور الآية ٤٨
(٤) الإحكام في أصول الأحكام، ج ١ ص ١٠٠.
(٥) الصارم المسلول، ص ٣٨، وانظر: تفسير ابن كثير، ج ٣، ص ٢٩٨.