للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الكره ليس المقصود - هنا - إذ إنه لا ينافي الرضى والتسليم.

قال ابن القيم: " وليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه. ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه. وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة. وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية؟ وهما ضدان.

والصواب أنه لا تناقض بينهما، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى، كرضى المريض بشرب الدواء الكريه. . . ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها. . . " (١).

الثاني: الاعتقادي - وهو المراد هنا - وهو ما تضمن الكراهية لأمر الله، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم لاعتقاد أنه خلاف الحق والصواب

مثاله: البغض للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لما جاء به لاعتقاد أنه خلاف الصواب، كمن يكره ما شرعه الله في ميراث المرأة، أو شهادتها ونحو ذلك، ومن ثم يعترض ويتسخط (٢)


(١) مدارج السالكين، ج ٢ ص ١٧٥.
(٢) انظر: مدارج السالكين، ج ٢، ص ١٧٥، وتيسير ذي الجلال والإكرام، ص ٦٩.