للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفر وضلال وجهل، فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة. وإنما المراد باليقين ههنا الموت كما قدمناه " (١)

وقال شيخ الإسلام: ". . . . فأما أن يظن أن المراد: اعبده حتى يحصل لك إيقان، ثم لا عبادة عليك فهذا كفر باتفاق أئمة المسلمين " (٢)

الشبهة الثانية: قصة موسى والخضر المذكورة في سورة الكهف في الآيات من ٦٠ إلى آية ٨٢. وفي صحيح البخاري وغيره بروايات منها ما روي عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا. فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فقال له: بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك. . . . إلى أن قال: فإذا رجل مسجى بثوب، فسلم موسى، فرد عليه. فقال: وأنى بأرضك السلام: قال: أنا موسى: قال موسى: بني إسرائيل؟ قال: نعم. أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا. قال: يا موسى، إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. قال: هل أتبعك؟ قال: إنك لن تستطيع معي


(١) تفسير ابن كثير، ج ٢، ص ٥٦٠.
(٢) مجموع الفتاوى، ج ١١، ص ٤١٩ - ٤٢٠.