للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صبرا. . . . . الحديث (١)»

وجه استدلالهم: هو ظنهم أن الخضر خرج عن الشريعة عندما لم يتابع موسى عليه السلام، فيجوز لغيره من الأولياء ما يجوز له من الخروج عن الشريعة (٢)

قال شيخ الإسلام: " وأما احتجاجهم بقصة موسى والخضر، فيحتجون بها على وجهين. . . إلى أن قال: وأما الوجه الثاني: فإن من هؤلاء من يظن أن من الأولياء من يسوغ له الخروج عن الشريعة النبوية كما ساغ للخضر الخروج عن متابعة موسى. . . " (٣)

الجواب: يقال لهم: أولا: أن موسى عليه السلام، لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولم يكن الخضر مأمورا بمتابعته، ولهذا قال له الخضر: " أنت موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم ".

وأما محمد صلى الله عليه وسلم فرسالته عامة لجميع الثقلين ليس لأحد الخروج عن متابعته، بل لو أدركه من هو أفضل من الخضر كإبراهيم، وموسى، وعيسى لوجب عليهم اتباعه فكيف بالخضر سواء كان نبيا،


(١) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب ٢٧، حديث ٣٤٠١، وانظر: صحيح البخاري (مع الفتح)، ج ٦ ص ٤٣١ - ٤٣٢.
(٢) مجموع الفتاوى، ج ١٣، ص ٢٦٦ (بتصرف).
(٣) مجموع الفتاوى، ج ١١ ص ٤٢٠ - ٤٢٢.