للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: كيف تكون ماؤه نارا، وناره ماء. . أهو على الحقيقة أم على سبيل التخييل؟!!!

قال ابن حجر: " إما أن يكون الدجال ساحرا فيخيل الشيء بصورة عكسه، وإما أن يجعل الله باطن الجنة التي يسخرها الدجال نارا، وباطن النار جنة. وهذا الراجح. وإما أن يكون ذلك كناية عن النعمة والرحمة بالجنة، وعن المحنة والنقمة بالنار، فمن أطاعه فأنعم عليه بجنته يؤول أمره إلى دخول نار الآخرة وبالعكس، ويحتمل أن يكون ذلك من جملة المحنة والفتنة، فيرى الناظر إلى ذلك من دهشته النار فيظنها جنة وبالعكس " (١)

٢ - استجابة الجماد والحيوان لأمره:

من فتنته التي يمتحن الله بها عباده أنه يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، ويدعو البهائم فتتبعه، ويأمر الخرائب أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب، ومعه من جبال الخبز والطعام الوفير ما يكون فتنة للناس، خاصة مع فقرهم وحاجتهم وجدب الأرض وقحطها، فمن فتنته من أطاعه أمطر له السماء، وأنبت له الأرض، وأطعمه وأغناه، ومن عصاه وكذبه كان أحوج وأعوز ما يكون.


(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٩٩).