للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعلماء متفقون على أنه بطلوع الشمس من مغربها يغلق باب التوبة لتصريح النصوص بذلك.

أما عن الدجال فذكره مشكل؛ إذ نزول عيسى عليه السلام يعقب خروج الدجال، وعيسى لا يقبل إلا الإيمان، فينتفي أن يكون بخروج الدجال لا يقبل الإيمان ولا التوبة (١)

لذا قال البيهقي: إن كان في علم الله أن طلوع الشمس سابق احتمل أن يكون المراد نفي النفع عن أنفس القرن الذين شاهدوا ذلك، فإذا انقرضوا، وتطاول الزمان، وعاد بعضهم إلى الكفر عاد تكليفه الإيمان بالغيب، وكذا في قصة الدجال: لا ينفع إيمان من آمن بعيسى عند مشاهدة الدجال، وينفعه بعد انقراضه.

ولكن ذكر ابن حجر - رحمه الله - عدة آثار يشد بعضها بعضا تتفق على أن الشمس إذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة، ولم يفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع، بل يمتد إلى يوم القيامة (٢)

ويحتمل أن هذه النصوص في استمرار غلق باب التوبة لطلوع الشمس من مغربها فقط، ولا تشمل خروج الدجال.


(١) انظر: تفسير الطبري (٨/ ٧٧)، فتح الباري (١١/ ٣٥٣).
(٢) فتح الباري (١١/ ٣٥٤ - ٣٥٥)، باختصار وتصرف، وانظر: أشراط الساعة للوابلي (٣٩٧).